منذ أكثر من خمسة قرون والأمة الإسلامية في جهاد مستمر، فبعد سقوط الخلافة العباسية في المشرق سنة 656هـ 1258م على يد جحافل المغول المتوحشين، وزوال دولة الموحدين سنة 1286م 687هـ في الغرب الإسلامي على يد الهمج الصليبيين، وأمة الإسلام في تراجع وانكماش وضمور بالرغم من شراسة المقاومة التي أبداها السلاجقة والعثمانيون في الشرق والمرينيون ومملكة غرناطة في الغرب التي سقطت سنة 897هـ 1492م مترنحة تحت ضربات الصليبيين الحاقدين، ومعها انهارت سدود المقاومة وزحف التيار الجارف على بلاد العرب والمسلمين بل على العالم بأسره، وانداح الصليبيون يحتلون العالم بقيادة الامبراطوريتين الإسبانية والبرتغالية اللتين اقتسمتا العالم، واحتلتا أجزاء مهمة من العالم الإسلامي بهدف ملاحقة مسلمي الأندلس الفارين من بطش محاكم التفتيش.. وتبعهما في مسار الغزو والاحتلال والهيمنة امبراطوريات الاستعمار الأخرى الفرنسية والإنجليزية والإيطالية والألمانية والبلجيكية والهولندية.. يستعمرون العالم ويستعبدون الشعوب وينهبون خيراتها ويحولونها عن دينها وينشرون المسيحية بحد السيف. ومن يومها والعالم الإسلامي في تراجع وانهيار حتى أحكمت القوى الصليبية القبضة عليه وصار محتلا ومستعمرا مقهورا من قبل تلك القوى الصليبية، ولم ينل استقلاله إلاّ في سبعينيات القرن الماضي، ومازال يعاني من احتلال اليهود لفلسطين ولأجزاء مهمة من العالم العربي.