مستقبل الإسلام السياسي.. في العوامل الذاتي
لئن أضحى التكهن بالمستقبل في ميدان الظواهر الإنسانية علماً قائماً بذاته، يسمى علم الدراسات المستقبلية أو الاستشرافية، فإنه يبقى اجتهاداً لا يُؤمَن فيه مكر التاريخ. وفي ورقة تحاول التكهن بمستقبل الإسلام السياسي يبدو أن لهذا الاحتراز ما يسوغه، إذا ما نظرنا إلى الظهور المفاجئ للحركات الإخوانية بعد ما سُميَ بأحداث الربيع العربي، بعد أن ظن الكثير من متابعيها أنها في عداد الموتى والمفقودين. إلا أن عودتها السريعة إلى واجهة الأحداث، لتصبح المتحكم الرئيسي في مستقبل التجربة الديمقراطية نفسها في مصر وتونس بخاصة، لأكبر دليل على أن التوقع بمستقبل هذه الظاهرة قد يكون من المستحيلات. ولئن كان الأمر يعود إلى صعوبة التكهن في مجال الإنسانيات لاعتبارات تعقيدها وامتناعها عن التكميم والمحاصرة العقلانية الحسابية، فإنه يتصل كذلك بطبيعة ظاهرة الإسلام السياسي نفسها، من حيث هي ظاهرة شديدة التركيب، تتعين روابطها بالواقع، من موارد شتى، وجد فيها الكثير من الدارسين أسباب استمرارها. فهي مرتبطة من ناحية بالشأن الديني، بما هي تصور للدين مخصوص، تنعقد فيه الصلة بين الدين والسياسة على نحو ضروري، يجعل من الدولة فريضة دينية، بينما هي عند السنة دون الشيعة مسألة مصلحية، وهي من ناحية ثانية مرتبطة بالشأن السياسي، بما هي تصور للدولة لا تكون إلا إسلامية، عارضوا به دولة الحداثة الغربية لأنها دولة الحاكمية البشرية، وهي من ناحية ثالثة مرتبطة بحركية اجتماعية تمثلها الطبقات المسحوقة اجتماعياً، أو تلك التي لم تنسجم مع سياق الانتقال إلى الدولة الوطنية، وهي من ناحية رابعة في علاقة وثيقة بمقومات الثقافة عامةً، يطغى عليها الدين، ولكنها ثقافة ماضوية، قدوتها موجودة في عصر ذهبي ولى وانقضى.
1146166129
مستقبل الإسلام السياسي.. في العوامل الذاتي
لئن أضحى التكهن بالمستقبل في ميدان الظواهر الإنسانية علماً قائماً بذاته، يسمى علم الدراسات المستقبلية أو الاستشرافية، فإنه يبقى اجتهاداً لا يُؤمَن فيه مكر التاريخ. وفي ورقة تحاول التكهن بمستقبل الإسلام السياسي يبدو أن لهذا الاحتراز ما يسوغه، إذا ما نظرنا إلى الظهور المفاجئ للحركات الإخوانية بعد ما سُميَ بأحداث الربيع العربي، بعد أن ظن الكثير من متابعيها أنها في عداد الموتى والمفقودين. إلا أن عودتها السريعة إلى واجهة الأحداث، لتصبح المتحكم الرئيسي في مستقبل التجربة الديمقراطية نفسها في مصر وتونس بخاصة، لأكبر دليل على أن التوقع بمستقبل هذه الظاهرة قد يكون من المستحيلات. ولئن كان الأمر يعود إلى صعوبة التكهن في مجال الإنسانيات لاعتبارات تعقيدها وامتناعها عن التكميم والمحاصرة العقلانية الحسابية، فإنه يتصل كذلك بطبيعة ظاهرة الإسلام السياسي نفسها، من حيث هي ظاهرة شديدة التركيب، تتعين روابطها بالواقع، من موارد شتى، وجد فيها الكثير من الدارسين أسباب استمرارها. فهي مرتبطة من ناحية بالشأن الديني، بما هي تصور للدين مخصوص، تنعقد فيه الصلة بين الدين والسياسة على نحو ضروري، يجعل من الدولة فريضة دينية، بينما هي عند السنة دون الشيعة مسألة مصلحية، وهي من ناحية ثانية مرتبطة بالشأن السياسي، بما هي تصور للدولة لا تكون إلا إسلامية، عارضوا به دولة الحداثة الغربية لأنها دولة الحاكمية البشرية، وهي من ناحية ثالثة مرتبطة بحركية اجتماعية تمثلها الطبقات المسحوقة اجتماعياً، أو تلك التي لم تنسجم مع سياق الانتقال إلى الدولة الوطنية، وهي من ناحية رابعة في علاقة وثيقة بمقومات الثقافة عامةً، يطغى عليها الدين، ولكنها ثقافة ماضوية، قدوتها موجودة في عصر ذهبي ولى وانقضى.
10.0
In Stock
5
1

مستقبل الإسلام السياسي.. في العوامل الذاتي
44
مستقبل الإسلام السياسي.. في العوامل الذاتي
44Paperback(Large Print)
$10.00
10.0
In Stock
Product Details
ISBN-13: | 9789948806981 |
---|---|
Publisher: | Trends Research and Advisory |
Publication date: | 11/01/2022 |
Edition description: | Large Print |
Pages: | 44 |
Product dimensions: | 5.83(w) x 8.27(h) x 0.09(d) |
Language: | Arabic |
From the B&N Reads Blog