ومضات - Wamadat
تتفرّد دار هاشيت أنطوان، تحت دمغة نوفل، بنشر أعمال ميخائيل نعيمه، وهو أحد أبرز الأدباء العرب المعاصرين وأدباء المهجر اللبنانيين. تتميّز كتاباته بمحاولات تنقية الأدب العربي من الزخارف والكلام الزائد، والاقتراب من تصوير واقع الأشياء والأحداث. وقد انطبع أسلوبه بالبساطة والوضوح والصراحة، وببعده عن المبالغة، لا سيّما في الوصف أو السرد أو التصوير، كما تبدو ألفاظه أقرب إلى اللّهجة العاميّة أحيانًا، ما يزيد رغبة القرّاء، من كلّ الأعمار، في مطالعة كتبه. يبلغ الغربال في طبعته هذه، التسعين من عمره. ولكن السنين، على عكس ما تفعله السنون، لم تزده إلّا شبابًا. فهو منذ صدوره الأوّل سنة 1923، ما يزال حتّى اليوم، بين مؤلّفات نعيمه الثلاثة والثلاثين، من أوسعها انتشارًا وأكثرها رواجًا. وتعليل ذلك، على الأرجح، هو أنّ هذا الكتاب في النقد الأدبيّ والنظريّة النقديّة، لم يكن يوم صدوره مجرّد كتاب فقط، بل كان أيضًا حدثًا. ذلك لأنّه كان المفصل الحاسم في أدب النهضة العربيّة منذ مطلع القرن التاسع عشر، بين نهجين أو عهدين اثنين متقاطعين نهج النيوكلاسيكيّين الطاغي، الذين كانوا يباشرون حاضرهم وحاضر أمّتهم الأدبيّ، شعرًا أو نثرًا، عن طريق الرجوع إلى الماضي، فيجيء إنتاجهم بفعل التقليد الخالص أدبَ شكل بلا مضمون، أو جسدٍ بلا روح، ونهج آخر هو نهج الحداثيّين الذين أخذ نعيمه على عاتقه في غرباله بعثهم، بحيث يكونون طليعة أجيال لا تخرج من أسر ماضيها فقط بل تعمل على جعل حاضرها هي، ماضيًا أبدًا لحاضر جديد. كان هذا الكتاب كما لا يزال دستور حداثة أدبيّة، وشعريّة على الأخصّ. إنّه ليمكن القول إنّ ما من ناشر أو شاعر عربيّ ذي شأن، إلّا وفي ركن ما من مجمّع مكوّناته الثقافيّة شيء من الغربال.
1147873312
ومضات - Wamadat
تتفرّد دار هاشيت أنطوان، تحت دمغة نوفل، بنشر أعمال ميخائيل نعيمه، وهو أحد أبرز الأدباء العرب المعاصرين وأدباء المهجر اللبنانيين. تتميّز كتاباته بمحاولات تنقية الأدب العربي من الزخارف والكلام الزائد، والاقتراب من تصوير واقع الأشياء والأحداث. وقد انطبع أسلوبه بالبساطة والوضوح والصراحة، وببعده عن المبالغة، لا سيّما في الوصف أو السرد أو التصوير، كما تبدو ألفاظه أقرب إلى اللّهجة العاميّة أحيانًا، ما يزيد رغبة القرّاء، من كلّ الأعمار، في مطالعة كتبه. يبلغ الغربال في طبعته هذه، التسعين من عمره. ولكن السنين، على عكس ما تفعله السنون، لم تزده إلّا شبابًا. فهو منذ صدوره الأوّل سنة 1923، ما يزال حتّى اليوم، بين مؤلّفات نعيمه الثلاثة والثلاثين، من أوسعها انتشارًا وأكثرها رواجًا. وتعليل ذلك، على الأرجح، هو أنّ هذا الكتاب في النقد الأدبيّ والنظريّة النقديّة، لم يكن يوم صدوره مجرّد كتاب فقط، بل كان أيضًا حدثًا. ذلك لأنّه كان المفصل الحاسم في أدب النهضة العربيّة منذ مطلع القرن التاسع عشر، بين نهجين أو عهدين اثنين متقاطعين نهج النيوكلاسيكيّين الطاغي، الذين كانوا يباشرون حاضرهم وحاضر أمّتهم الأدبيّ، شعرًا أو نثرًا، عن طريق الرجوع إلى الماضي، فيجيء إنتاجهم بفعل التقليد الخالص أدبَ شكل بلا مضمون، أو جسدٍ بلا روح، ونهج آخر هو نهج الحداثيّين الذين أخذ نعيمه على عاتقه في غرباله بعثهم، بحيث يكونون طليعة أجيال لا تخرج من أسر ماضيها فقط بل تعمل على جعل حاضرها هي، ماضيًا أبدًا لحاضر جديد. كان هذا الكتاب كما لا يزال دستور حداثة أدبيّة، وشعريّة على الأخصّ. إنّه ليمكن القول إنّ ما من ناشر أو شاعر عربيّ ذي شأن، إلّا وفي ركن ما من مجمّع مكوّناته الثقافيّة شيء من الغربال.
10.28 In Stock
ومضات - Wamadat

ومضات - Wamadat

by ميخائيل نعيمة
ومضات - Wamadat

ومضات - Wamadat

by ميخائيل نعيمة

Paperback

$10.28 
  • SHIP THIS ITEM
    In stock. Ships in 1-2 days.
  • PICK UP IN STORE

    Your local store may have stock of this item.

Related collections and offers


Overview

تتفرّد دار هاشيت أنطوان، تحت دمغة نوفل، بنشر أعمال ميخائيل نعيمه، وهو أحد أبرز الأدباء العرب المعاصرين وأدباء المهجر اللبنانيين. تتميّز كتاباته بمحاولات تنقية الأدب العربي من الزخارف والكلام الزائد، والاقتراب من تصوير واقع الأشياء والأحداث. وقد انطبع أسلوبه بالبساطة والوضوح والصراحة، وببعده عن المبالغة، لا سيّما في الوصف أو السرد أو التصوير، كما تبدو ألفاظه أقرب إلى اللّهجة العاميّة أحيانًا، ما يزيد رغبة القرّاء، من كلّ الأعمار، في مطالعة كتبه. يبلغ الغربال في طبعته هذه، التسعين من عمره. ولكن السنين، على عكس ما تفعله السنون، لم تزده إلّا شبابًا. فهو منذ صدوره الأوّل سنة 1923، ما يزال حتّى اليوم، بين مؤلّفات نعيمه الثلاثة والثلاثين، من أوسعها انتشارًا وأكثرها رواجًا. وتعليل ذلك، على الأرجح، هو أنّ هذا الكتاب في النقد الأدبيّ والنظريّة النقديّة، لم يكن يوم صدوره مجرّد كتاب فقط، بل كان أيضًا حدثًا. ذلك لأنّه كان المفصل الحاسم في أدب النهضة العربيّة منذ مطلع القرن التاسع عشر، بين نهجين أو عهدين اثنين متقاطعين نهج النيوكلاسيكيّين الطاغي، الذين كانوا يباشرون حاضرهم وحاضر أمّتهم الأدبيّ، شعرًا أو نثرًا، عن طريق الرجوع إلى الماضي، فيجيء إنتاجهم بفعل التقليد الخالص أدبَ شكل بلا مضمون، أو جسدٍ بلا روح، ونهج آخر هو نهج الحداثيّين الذين أخذ نعيمه على عاتقه في غرباله بعثهم، بحيث يكونون طليعة أجيال لا تخرج من أسر ماضيها فقط بل تعمل على جعل حاضرها هي، ماضيًا أبدًا لحاضر جديد. كان هذا الكتاب كما لا يزال دستور حداثة أدبيّة، وشعريّة على الأخصّ. إنّه ليمكن القول إنّ ما من ناشر أو شاعر عربيّ ذي شأن، إلّا وفي ركن ما من مجمّع مكوّناته الثقافيّة شيء من الغربال.

Product Details

ISBN-13: 9786144382332
Publisher: Hachette Antoine
Publication date: 06/03/2015
Pages: 106
Product dimensions: 5.83(w) x 8.27(h) x 0.22(d)
Language: Arabic

About the Author

وُلدَ المفكّر والقاصّ والشاعر ميخائيل نعيمه في بسكنتا عند سفح صنين عام 1889. تابع دراسته في فلسطين ثمّ في أوكرانيا الروسية، قبل أن يستقرّ في الولايات المتحدة حيث نال شهادة في الآداب وأخرى في الحقوق وأسّس مع بعض مجايليه من أدباء المهجر الرابطة القلمية. عام 1932، عاد إلى بسكنتا حيث قضى وقته في الكتابة ولقِّب بـ ناسك الشّخروب لما اتّسم به نتاجه الأدبي من نزعة تصوّفية ورؤية فلسفية. توفّي عام 1988 عن 99 عامًا بعد أن أثرى المكتبة العربية بعشرات الكتب في مختلف المجالات الأدبية والفلسفية والشعرية.
From the B&N Reads Blog

Customer Reviews