لقد امتحن الله تعالى ابراهيم عليه السلام عشر امتحانات، واجتازها جميعاً بنجاح فائق، ونال أوسمة متعددة. تضمن الاختبار الاول رميه في النار وتضمن الاختبار العاشر ذبح ابنه، والسؤال الذي يمكن ان يُثار هنا لماذا هذه الامتحانات العسيرة؟ ألا يعلم الله ما في قلوبنا؟ ثم لماذا ذَبْح الابن؟ ما هي الغاية والفائدة من ذبح الابن ؟ إنّ إبراهيم
انتظر مائة سنة حتى رزقه الله بطفلٍ، والآن يطلب الله منه ان يذبحه!!. الشيء الآخر، ان ابراهيم
رجلٌ موحّدٌ، كافح ضدّ أفكار الوثنيين، وجاهد ضدّ ممارساتهم الجاهلية حيث كانوا يُقدّمون إبكارهم ذبائح لآلهتهم، والان يريد الله تعالى من إبراهيم
أن يذبح ابنه؟ هذا عمل مخالف لصميم مبدأه ورسالته فكيف يقوم بمثل هذا الفعل ؟
ما هو سر نجاح وخلود ذكر ابراهيم ؟ كيف أنّه وصل إلى هذا المستوى من الايمان، والتوحيد، والثقة بالله تعالى من حين طفولته ؟ كيف بإمكاني ان أصل إلى ما وصل اليه إبراهيم ؟ كيف فكّر إبراهيم في طفولته في نبذ عبادة الاوثان؟ وكيف استدلّ واستيقن على وجود الله تعالى؟ وما الذي دفعه إلى ذلك التفكير المذهل وهو طفل؟ وكيف تجرّأ إبراهيم على تحطيم الاصنام وواجه قومه وملكهم نمرود الطاغية؟ وكيف استجاب لأوامر الله دون أي تردّد في ذبح ابنه ؟ نعم كان إبراهيم نبياً، وأنّ الله أوحى اليه، وأنّه تعالى أراه ملكوت السموات والارض، لكن هل حدث كل هذا في طفولته ؟ اذن ماذا كان سرّ أيمانه في طفولته؟ هذا ما فصلته بإسهاب في الكتاب. إنّ حياة إبراهيم تُلهمنا دروساً كثيرةً في التوكل الصادق على الله والاستمداد منه، وفي الصبر، والعبودية لله، والتسليم، والطاعة، والوَلهِ والحُبّ لذاته المقدسة. هذا الكتاب غنيّ بتفاصيل أسرار هذا البطل الموحّد، الذي اتّخذه الله تعالى خليلاً، ومنحه وسام الامامة الكبير ، وامتيازات عظيمة أُخرى.
